وجهه ، كالضحى ، واضح
قلبه ، مثل تفاحة ، واضح
وأصابعه العشر، كالشمع واضحة
والندى فوق سرواله واضح..
كان في وسع صياده أن يفكر في الأمر
ثانية، ويقول : سأتركه ريثما يتهجى
فلسطينية دون ما خطأ...
سوف أتركه الآن رهن ضميري
وأقتله ، في غد ، عندما يتمردا

***
محمد ،
يسوع صغير ينام ويحلم في
قلب أيقونة
صنعت من نحاس
ومن غصن زيتونة
ومن روح شعب تجدد

***
محمد
دم راد عن حاجة الأنبياء
الى ما يريدون ، فاصفد
الى سدرة المنتهى
يا محمد

ليدافع عنها ولا أفق لحمامة بابلو
بيكاسو وما زال يولد، ما زال
يولد في اسم يحمله لعنة الاسم ، كم
مرة سوف يولد من نفسه ولدا
ناقصا بلداً ناقصا موعدا للطفولة؟
أين سيحلم لو جاءه الحلم
والأرض جرح.. ومعبد؟
محمد،
يرى موته قادماً لا محالة، لكنه
يتذكر فهداً رآه على شاشة التلفزيون،
فهدا قويا يحاصر ظبيا رضيعا
وحين
دنا منه شم الحليب
فلم يفترسه
كان الحليب يروض وحش الفلاة
اذن ، سوف أنجو - يقول الصبي -
ويبكي ، فإن حياتي هناك مخبأة
في خزانة أمي ، سأنجو .. وأشهد

***
محمد،
ملاك فقير على قاب قوسين من
بندقية صياده البارد الدم
من
ساعة ترصد الكاميرا حركات الصبي
الذي يتوحد في ظله

السبت 21-اكتوبر-2000
محمد ...
محمود درويش
قصيدة جديدة

محمد،
يعشعش في حضن والده طائرا خائفا
من جحيم السماء ، احمني يا ربي
من الطيران الى فوق! ان جناحي
صغير على الريح.. والضوء اسود

***
محمد
يريد الرجوع الى البيت ، من
دون دراجة .. أو قميص جديد
يريد الذهاب الى المقعد المدرسي
الى دفتر االصرف والنحو ، خذني
الى بيتنا ، يا أبي، كي أعد دروسي
واكمل عمري رويداً رويداً
على شاطئ البحر، تحت النخيل
ولا شيء أبعد ، لا شيء أبعد

***
محمد
يواجه جيشاً ، بلا حجر أو شظايا
كواكب، لم ينتبه للجدار ليكتب ، حريتي
لن تموت . فليست له بعد ، حرية